كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


قال ابن حجر‏:‏ ابتداؤه بنفسه في الدعاء غير مطرد فقد دعا لبعض الأنبياء فلم يبدأ بنفسه فقال‏:‏ رحم اللّه لوطاً رحم اللّه يوسف ودعا لابن عباس بقوله اللّهم فقهه في الدين ودعى لحسان بقوله اللّهم أيده بروح القدس‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي أيوب‏)‏ الأنصاري رمز المصنف لحسنه وهو كما قال فقد قال الهيثمي‏:‏ إسناده حسن غير أن عدول المصنف للعزو للطبراني واقتصاره عليه غير جيد لإيهامه أنه لا يوجد مخرجاً لأحد من الستة وقد عرفت أن أبا داود خرجه فهو بالعزو إليه أحق‏.‏

6685 - ‏(‏كان إذا دعا فرفع يديه‏)‏ حال الدعاء ‏(‏مسح وجهه بيديه‏)‏ عند فراغه تفاؤلاً وتيمناً أن كفيه ملئتا خيراً فأفاض منه على وجهه فيتأكد ذلك للداعي، ذكره الحليمي، وقال القونوي‏:‏ سره أن الإنسان في دعائه ربه متوجه إليه بظاهره وباطنه ولهذا يشترط حضور القلب في الدعاء كما قال المصطفى صلى اللّه عليه وسلم إن اللّه لا يقبل دعاءاً من قلب غافل لاه، إذا علمته فاعرف أن يده الواحدة تترجم عن توجه الداعي من حيث ظاهره واليد الأخرى تترجم عن توجهه بباطنه واللسان يترجم عن جملته ومسح الوجه هو التبرك والتنبيه على الرجوع إلى الحقيقة الجامعة بين الروح والبدن وهو كناية عن غيبة النائب في علم الحق أزلاً وأبداً فإن وجه الشيء حقيقته وهذا الوجه مظهر تلك الحقيقة وإن كشف لك عن سر قوله تعالى ‏{‏كل شيء هالك إلا وجهه‏}‏ استشرفت على سر آخر أغرب من هذا يتعذر إفشاؤه إلا لأهله اهـ‏.‏

- ‏(‏د عن بريدة‏)‏ رمز لحسنه‏.‏

6686 - ‏(‏كان إذا دعا جعل‏)‏ حال الدعاء ‏(‏باطن كفيه إلى وجهه‏)‏ وورد أيضاً أنه كان عند الرفع تارة يجعل بطون كفيه إلى السماء وتارة يجعل ظهرهما إليها وحمل الأول على الدعاء بحصول مطلوب أو دفع ما قد يقع به بلاء والثاني على الدعاء برفع ما وقع به من البلاء وروى مسلم أنه فعل الثاني في الاستسقاء وأحمد أنه فعله بعرفة وحكمة رفعهما إلى السماء أنها قبلة الدعاء ومن ثم كانت أفضل من الأرض على الأصح فإنه لم يعص اللّه فيها‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏ رمز المصنف لحسنه وكأنه لم ير قول الحافظ العراقي‏:‏ في سنده ضعيف ولا قول الهيثمي‏:‏ فيه الحسين بن عبد اللّه وهو ضعيف‏.‏

6687 - ‏(‏كان إذا دنا من منبره‏)‏ أي قرب منه ‏(‏يوم الجمعة‏)‏ ليصعده إلى الخطبة ‏(‏سلم على من عنده‏)‏ أي من بقربه عرفاً ‏(‏من الجلوس فإذا صعد المنبر‏)‏ أي بلغ الدرجة التالية للمستراح ‏(‏استقبل الناس بوجهه ثم سلم‏)‏ على الناس ‏(‏قبل أن يجلس‏)‏ فيسن فعل ذلك لكل خطيب ويجب رد سلامه عند الشافعية‏.‏

- ‏(‏هق‏)‏ من حديث عيسى بن عبد اللّه الأنصاري عن نافع ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب رمز المصنف لحسنه وليس كما قال فقد ضعفه ابن حبان وابن القطان بعيسى المذكور وقال ابن عدي‏:‏ عامة ما يرويه لا يتابع عليه‏.‏

6688 - ‏(‏كان إذا ذبح الشاة يقول أرسلوا بها‏)‏ لعل المراد ببعضها فأطلق الكل وأراد البعض بقرينة المقام ‏(‏إلى أصدقاء ‏[‏ص 134‏]‏ خديجة‏)‏ زوجته الدارجة صلة منه لها وبراً وإذا كان فعل الخير عن الميت براً فالسوء ضد ذلك وإن كنا لا نعرف كيفيته ولا يضرنا جهلنا بكيفية ذلك بل علينا التسليم والتصديق وفيه حفظ العهد والصدق وحسن الود ورعاية حرمة الصاحب والعشير ولو ميتاً وإكرام أهل ذلك الصاحب وأصدقائه‏.‏

- ‏(‏م عن عائشة‏)‏ تمامه قالت عائشة‏:‏ فأغضبته يوماً فقلت‏:‏ خديجة فقال‏:‏ إني رزقت حبها‏.‏

6689 - ‏(‏كان إذا ذكر أحداً فدعا له‏)‏ بخير ‏(‏بدأ بنفسه‏)‏ ثم ثنى بغيره ثم عمم اتباعاً لملة أبيه إبراهيم فتتأكد المحافظة على ذلك وعدم الغفلة عنه وإذا كان لا أحد أعظم من الوالدين ولا أكبر حقاً على المؤمن منهما ومع ذلك قدم الدعاء للنفس عليهما في القرآن في غير موضع فغيرهما أولى‏.‏

- ‏(‏م حب ك عن أبيِّ‏)‏ وقال الترمذي‏:‏ حسن صحيح والحاكم‏:‏ صحيح‏.‏

6690 - ‏(‏كان إذا ذهب المذهب‏)‏ بفتح فسكون أي ذهب في المذهب الذي هو محل الذهاب لقضاء الحاجة أو ذهب مذهباً على المصدر وهو كناية عن الحاجة ‏(‏أبعد‏)‏ بحيث لا يسمع لخارجه صوت ولا يشم له ريح أي يغيب شخصه عن الناس، بل روى الإمام ابن جرير في تهذيب الآثار أنه كان يذهب إلى المغمس مكان على نحو ميلين من مكة واستشكل هذا بما في الطبراني عن عصمة بن مالك وأصله في البخاري قال‏:‏ خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في بعض سكك المدينة فانتهى إلى سباطة قوم فقال‏:‏ يا حذيفة استرني حتى بال فذكر الحديث فمن ذاهب إلى أن ندب الإبعاد مخصوص بالتغوط لأن العلة خوف أن يسمع لخارجه صوت أو يشم له ريح وذلك منتف في البول ومن ثم ورد أنه كان إذا بال قائماً لم يبعد عن الناس ولم يبعدوا عنه ومن ذاهب إلى أن تعميم الإبعاد ندب وأنه إنما لم يفعله أحياناً لضرورة فإنه كان يطيل القعود لمصالح الأمة ويكثر من زيارة أصحابه وعيادتهم فإذا حضر البول وهو في بعض تلك الحالات ولم يمكنه تأخيره حتى يبعد كعادته فعل ذلك لما يترتب على تأخيره من الضرر فراعى أهم الأمرين واستفيد منه دفع أشد المفسدتين بأخفهما والإتيان بأعظم المصلحتين إذا لم يمكنا معاً وفيه ندب التباعد لقضاء الحاجة وأن الأدب الكناية في ذكر ما يستحى منه‏.‏

في النهاية تبعاً لأبي عبيد الهروي يقال لموضع التغوط المذهب والخلاء والمرفق والمرحاض‏.‏

- ‏(‏4 ك‏)‏ وكذا الدارمي والبيهقي ‏(‏عن المغيرة‏)‏ بن شعبة وصححه الترمذي والحاكم وحسنه أبو داود ورواه أيضاً عن المغيرة بن خزيمة في صحيحه‏.‏

6691 - ‏(‏كان إذا رأى المطر قال اللّهم صيباً‏)‏ أي اسقنا صيباً وقوله ‏(‏نافعاً‏)‏ تتميم في غاية الحسن لن لفظة صيباً مظنة للضرر والفساد‏.‏ قال في الكشاف‏:‏ الصيب المطر الذي يصوب أي ينزل ويقع وفيه مبالغات من جهة التركيب والبناء والتكثير دلّ على أنه نوع من المطر شديد هائل فتممه بقوله نافعاً صيانة عن الإضرار والفساد، ونحوه قوله‏:‏

فسقى ديارك غير مفسدها * صوب الربيع وديمة تهمى

لكن نافعاً في الحديث أوقع وأحسن من مفسدها اهـ‏.‏

- ‏(‏خ عن عائشة‏)‏ ولم يخرجه مسلم ورواه النسائي وابن ماجه لكن أبدل صاد صيباً سيناً قال الحافظ العراقي‏:‏ وسند الكل صحيح‏.‏

6692 - ‏(‏كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه‏)‏ حذراً من شره لقوله عائشة فيما رواه الترمذي استعيذي باللّه من شره فإنه الغاسق إذا وقب أو أن حكمة صرف وجهه عنه الجنوح إلى قول أبيه إبراهيم ‏{‏لا أحب الآفلين‏}‏ والهلال يكون من أول ليلة ‏[‏ص 135‏]‏ والثانية والثالثة ثم هو قمر‏.‏

- ‏(‏د‏)‏ من رواية أبي هلال محمد بن سليم الراسبي ‏(‏عن قتادة‏)‏ بن دعامة ‏(‏مرسلاً‏)‏ قال ابن حجر عن المنذري‏:‏ هلال لا يحتج به قال‏:‏ وقد وجدت لهذا المرسل شاهداً مرسلاً أيضاً أخرجه مسدد في مسنده الكبير ورجاله ثقات ووجدت له شاهداً موصولاً عند أبي نعيم وهو بعض حديث ورجاله ثقات إلا واحداً انتهى‏.‏

6693 - ‏(‏كان إذا رأى الهلال قال هلال خير‏)‏ أي بركة ‏(‏ورشد آمنت بالذي خلقك ثلاثاً‏)‏ أي يكرر ذلك ثلاثاً ‏(‏ثم يقول‏)‏ بعده ‏(‏الحمد للّه الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا‏)‏ قال الطيبي‏:‏ إما أن يراد بالحمد الثناء على قدرته بأن مثل هذا الإذهاب العجيب وهذا المجيء الغريب لا يقدر عليه إلا اللّه أو يراد به الشكر على ما أولى العباد بسبب الانتقال من النعم الدينية والدنيوية ما لا يحصى وينصر هذا التأويل قوله هلال خير‏.‏

- ‏(‏د عن قتادة بلاغاً‏)‏ أي أنه قال‏:‏ بلغنا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يقوله ‏(‏ابن السني عن أبي سعيد‏)‏ الخدري قال ابن القيم‏:‏ فيه وفيما قبله لين، قال الحافظ العراقي‏:‏ وأسنده أيضاً الدارقطني في الأفراد والطبراني في الأوسط عن أنس وقال أبو داود‏:‏ ليس في هذا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حديث مسند صحيح‏.‏

6694 - ‏(‏كان إذا رأى الهلال قال هلال خير ورشد‏)‏ أي هاد إلى القيام بعبادة الحق تعالى يحدث عن ميقات الحج والصوم وغيرهما ‏{‏يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج‏}‏ ‏(‏اللّهم إني أسألك من خير هذا ثلاثاً‏)‏ أي كرر ذلك ثلاثاً ثم يقول ‏(‏اللّهم إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر‏)‏ بالتحريك ‏(‏وأعوذ بك من شره‏)‏ أي من شر كل منهما يقول ذلك ‏(‏ثلاث مرات‏)‏ قال الحكيم‏:‏ اليمن السعادة والإيمان والطمأنينة باللّه كأنه سأله دوامها والسلامة والإسلام أن يدوم له الإسلام ويسلم له شهره فإن للّه في كل شهر حكماً وقضاء في الملكوت فالمحرّم شهره ورجب صفوته ورمضان مختاره وفيه تنبيه على ندب الدعاء سيما عند ظهور الآيات وتقلب أحوال النيرات وعلى أن التوجه فيه إلى الرب لا إلى المربوب والتفات في ذلك إلى صنع الصانع لا إلى المصنوع ذكره التوربشتي‏.‏

- ‏(‏طب عن رافع بن خديج‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ إسناده حسن‏.‏

6695 - ‏(‏كان إذا رأى الهلال قال اللّهم أهله‏)‏ قال الطيبي‏:‏ روي بالفك والإدغام ‏(‏علينا باليمن والإيمان والسلام والإسلام‏)‏ وزاد قوله ‏(‏ربي وربك اللّه‏)‏ لأن أهل الجاهلية فيهم من يعبد القمرين فكأنه يناغيه ويخاطبه فيقول أنت مسخر لنا لتضيء لأهل الأرض ليعلموا عدد السنين والحساب قال القاضي‏:‏ الإهلال في الأصل رفع الصوت ثم نقل إلى رؤية الهلال لأن الناس يرفعون أصواتهم إذا رأوه بالإخبار عنه ولذلك سمي الهلال هلالاً لأنه سبب لرؤيته ومنه إلى إطلاعه وهو في الحديث بهذا المعنى أي أطلعه علينا وأرنا إياه مقترناً باليمن والإيمان انتهى‏.‏ قال التوربشتي‏:‏ وقوله ربي وربك اللّه تنزيه للخالق أن يشاركه في تدبير ما خلق شيء، وفيه رد للأقاويل الداحضة في الآثار العلوية بأوجز لفظ وفيه تنبيه على أن ‏[‏ص 136‏]‏ الدعاء مستحب سيما عند ظهور الآيات وتقلب الأحوال النيرات وعلى أن التوجه فيه إلى الرب لا إلى المربوب والالتفات في ذلك إلى صنع الصانع لا إلى المصنوع وقال الطيبي‏:‏ لما قدم في الدعاء قوله الأمن والإيمان والسلامة والإسلام طلب في كل من الفقرتين دفع ما يؤذيه من المضار وجلب ما يرفقه من المنافع وعبر بالإيمان والإسلام عنها دلالة على أن نعمة الإيمان والإسلام شاملة للنعم كلها ومحتوية على المنافع بأسرها فدل على أن عظم شأن الهلال حيث جعل وسيلة لهذا المطلوب فالتفت إليه قائلاً ربي وربك اللّه مقتدياً بأبيه إبراهيم حيث قال ‏{‏لا أحب الآفلين‏}‏ بعد قوله ‏{‏هذا ربي‏}‏ واللطف فيه أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم جمع بين طلب دفع المضار وجلب المنافع في ألفاظ يجمعها معنى الاشتقاق‏.‏

- ‏(‏حم ت‏)‏ في الدعوات ‏(‏ك‏)‏ في الأدب كلهم من حديث سليمان بن سفيان عن بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه عن أبيه ‏(‏عن‏)‏ جده ‏(‏طلحة‏)‏ بن عبيد اللّه أحد العشرة قال الترمذي‏:‏ حسن غريب وهو مستند المصنف في رمزه لحسنه ونوزع بأن الحديث عد من منكرات سليمان وقد ضعفه المديني وأبو حاتم والدارقطني وقال‏:‏ لين ليس ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال‏:‏ يخطئ وقال الحافظ ابن حجر‏:‏ صححه الحاكم وغلط في ذلك فإن فيه سليمان بن سفيان ضعفوه وإنما حسنه الترمذي لشواهده انتهى‏.‏ ومن لطائف إسناده أنه من رواية الرجل عن أبيه عن جده‏.‏

6696 - ‏(‏كان إذا رأى الهلال قال اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر الحمد للّه لا حول ولا قوة إلا باللّه اللّهم إني أسألك من خير هذا الشهر وأعوذ بك من شر القدر‏)‏ محركاً ‏(‏ومن شر يوم المحشر‏)‏ بفتح فسكون ففتح موضع الحشر كفلس بمعنى المحشور أي المجموع فيه الناس ولا شر ولا خير أعظم من يوم المحشر وخيره ولا مساوي ولا مغارب كيف وهو يوم الفزع الأعظم‏.‏

- ‏(‏حم طب عن عبادة بن الصامت‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه راو لم يسم وقال شيخه الحافظ العراقي‏:‏ رواه عنه أيضاً ابن أبي شيبة وأحمد في مسنديهما وفيه من لم يسم بل قال الراوي‏:‏ حدثني من لا أتهم انتهى‏.‏ وقال ابن حجر‏:‏ غريب ورجاله موثقون إلا من لم يسم‏.‏

6697 - ‏(‏كان إذا رأى الهلال قال اللّهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق‏)‏ أي خلق قدرة الطاعة فينا ‏(‏لما تحب وترضى ربنا وربك اللّه‏)‏ قال البعض‏:‏ هذا تنزيه للخالق أن يشاركه في تدبير ما خلق شيء وفيه رد للأقاويل الداحضة في الآثار العلوية بأوجز ممكن ذكره التوربشتي‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الهيثمي‏:‏ فيه عثمان بن إبراهيم الحاطبي وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات‏.‏

6698 - ‏(‏كان إذا رأى الهلال قال اللّهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والسكينة والعافية والرزق الحسن‏)‏ لما قدم في الدعاء قوله الأمن والإيمان والسلامة والإسلام كل من القرينتين دفع ما يؤذيه من المضار وجلب ما ينفعه من المنافع وعبر بالإيمان والإسلام عنها دلالة على أنه نعمة الإيمان والإسلام شاملة للنعم ومحتوية على المنافع بأسرها‏.‏

- ‏(‏ابن السني عن جرير بن أنس السلمي‏)‏ قال الذهبي‏:‏ لا صحبة له‏.‏

6699 - ‏(‏كان إذا رأى الهلال قال هلال خير الحمد للّه الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا أسألك من خير هذا الشهر ونوره وبركته وهداه وظهوره ومعافاته‏)‏ فيه كما قبله دلالة على عظم شأن الهلال حيث جعله وسيلة لمطلوبه وسأله من بركته وظهوره‏.‏

- ‏(‏ابن السني عن عبد اللّه بن مطرف‏)‏ بضم الميم وفتح المهملة وشد الراء وبالفاء ويقال ابن أبي مطرف الأزدي شامي قال الذهبي‏:‏ يروى له حديث لا يثبت قاله البخاري‏.‏

6700 - ‏(‏كان إذا رأى سهيلاً‏)‏ الكوكب ‏(‏قال لعن اللّه سهيلاً فإنه كان عشاراً فمسخ‏)‏ شهاباً وفي رواية للدارقطني عن ابن عمر لما طلع سهيل قال‏:‏ هذا سهيل كان عشاراً من عشاري اليمن يظلمهم فمسخه اللّه شهاباً فجعله حيث ترون وفي رواية لابن السني عن ابن عمر أيضاً لما طلع سهيل قال‏:‏ لعن اللّه سهيلاً فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول كان عشاراً باليمن يظلمهم ويغصبهم في أموالهم فمسخه اللّه تعالى شهاباً فعلقه حيث ترون وفي رواية لابن عدي عن ابن عمر أيضاً أن سهيلاً كان عشاراً فمسخه اللّه كوكباً وفي رواية لأبي الشيخ عن أبي الطفيل مرفوعاً لعن اللّه سهيلاً إنه كان عشاراً يعشر في الأرض بالظلم فمسخه اللّه شهاباً وفي رواية له أيضاً عن جابر عن الحكم لم يطلع سهيل إلا في الإسلام فإنه ممسوخ وفي رواية له عن عطاء نظر عمر إلى سهيل فسبه وإلى الزهرة فسبها وقال‏:‏ أما سهيل فكان عشاراً وأما الزهرة فهي التي فتنت هاروت وماروت وفيه ذم المكس وأنه موجب لأقبح العفوبات وأشدها وأشنعها وهو المسخ‏.‏

- ‏(‏ابن السني‏)‏ عن محمد بن أحمد بن المهاجر عن الفضل بن يعقوب الزحامي عن عبد اللّه بن جعفر عن عيسى بن يونس عن أخيه إسرائيل عن جابر الجعفي عن أبي الطفيل ‏(‏عن عليّ‏)‏ أمير المؤمنين‏.‏ أورده ابن الجوزي في الموضوعات‏[‏وقد أحسن بذلك، ولم ينازعه المناوي‏.‏ دار الحديث‏]‏ من عدة طرق منها هذا الطريق وقال‏:‏ مداره على جابر الجعفي وهو كذاب ورواه وكيع عن الثوري موقوفاً وهو الصحيح ورواه عنه أيضاً الطبراني في الكبير لكنه قال في آخره فمسخه اللّه شهاباً قال الهيثمي‏:‏ وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير‏.‏

6701 - ‏(‏كان إذا رأى ما يحب قال الحمد للّه الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد للّه على كل حال‏)‏ قال ابن عربي‏:‏ أثنى عليه على كل حال لأنه المعطي بتجليه على كل حال فبالتجلي تغير الحال على الأعيان وبه ظهر الانتقال من حال إلى حال وهو خشوع تحت سلطان التجلي فله النقصان يمحو ويثبت ويوجد ويعدم وفي الحديث الذي صححه الكشف إن اللّه إذا تجلى لشيء خشع له فإنه يتجلى على الدوام لأن التغيرات مشهودة على الدوام في الظواهر والبواطن والغيب والشهادة والمحسوس والمعقول فشأنه التجلي وشأن الموجودات التغير بالانتقال من حال إلى حال فمنا من يعرفه ومنا من لا يعرف ومن عرفه أظهر له العبودية في كل حال ومن لم يعرفه أنكره في كل حال ولما ترقى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في المعرفة إلى رتب الكمال حمده وأثنى عليه على كل حال ‏(‏رب أعوذ بك من حال أهل النار‏)‏ بين به أن شدائد الدنيا مما يلزم العبد الشكر عليها لأن تلك الشدائد تعم بالتحقيق لأنها تعرضه لمنافع عظيمة ومثوبات جزيلة وأعراض كريمة في العاقبة تتلاشى في جنبها مشقة هذه الشدائد ‏{‏وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل اللّه فيه خيراً كثيراً‏}‏ وما سماه اللّه خيراً فهو أكثر مما يبلغه الوهم والنعمة ليست خيراً عن اللذة وما اشتهته النفس بمقتضى الطبع ‏[‏ص 138‏]‏ بل هي ما يزيد في رفعة الدرجة ذكره الإمام الغزالي‏.‏

- ‏(‏ه‏)‏ وكذا ابن السني ‏(‏عن عائشة‏)‏ قال في الأذكار‏:‏ وإسناده جيد ومن ثم رمز المصنف لحسنه ورواه البزار من حديث علي وفيه عبد اللّه بن رافع وابنه محمد غير معروفين ومحمد ابن عبد اللّه بن أبي رافع ضعيف كذا في المنار‏.‏

6702 - ‏(‏كان إذا راعه شيء‏)‏ أي أفزعه ‏(‏قال اللّه اللّه ربي لا أشرك به شيئاً‏)‏ أي لا مشارك له في ملكه فيسن قول ذلك عند الفزع والخوف‏.‏

- ‏(‏ن عن ثوبان‏)‏ رمز المصنف لحسنه لكن فيه سهل بن هاشم الشامي قال في الميزان عن الأزدي‏:‏ منكر الحديث ثم ساق له هذا الخبر‏.‏ وقال أبو داود‏:‏ هو فوق الثقة لكن يخطئ في الأحاديث‏.‏

6703 - ‏(‏كان إذا رضي شيئاً‏)‏ من قول أحد أو فعله ‏(‏سكت‏)‏ عليه لكن يعرف الرضا في وجهه كما مر ويجيء في خبر ما يصرح به‏.‏

- ‏(‏ابن منده‏)‏ في الصحابة ‏(‏عن سهيل‏)‏ بضم أوله بضبط المصنف ‏(‏ابن سعد الساعدي أخي سهل‏)‏ بفتح أوله بضبطه ابن سعد قال الذهبي في الصحابة‏:‏ يروى له حديث غريب لا يصح اهـ وكان يشير به إلى هذا‏.‏

6704 - ‏(‏كان إذا رفأ الإنسان‏)‏ وفي رواية إنساناً بفتح الراء وتشديد الفاء وبهمز وبدونه أي هنأه ودعا له بدل ما كانت عليه الجاهلية تقول في تهنئة المتزوج والدعاء له ‏(‏إذا تزوج‏)‏ قال القاضي‏:‏ والترفيه أن يقول للمتزوج بالرفاء والبنين والرفا بكسر الراء والمد الالتئام والاتفاق من رفأت الثوب إذا أصلحته أو السكون والطمأنينة من رفوت الرجل إذا أسكنته ثم استعير للدعاء للمتزوج وإن لم يكن بهذا اللفظ وقدمها الشارع على قولهم ذلك لما فيه من التنفير عن البنات والتقدير لبغضهن في قلوب الرجال لكونه من دأب الجاهلية ‏(‏قال بارك اللّه لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير‏)‏ وفي رواية على خير قال الطيبي‏:‏ إذ الأولى شرطية والثانية ظرفية وقوله قال‏:‏ بارك اللّه جواب الشرط وإنما أتى بقوله رفا وقيده بالظرف إيذاناً بأن الترفية منسوخة مذمومة وقال‏:‏ أولاً بارك اللّه لك لأنه المدعو أصالة أي بارك اللّه في هذا الأمر ثم ترقى منه ودعا لهما وعداه بعلى لأن المدار عليه في الذراري والنسل لأنه المطلوب بالتزوج وحسن المعاشرة والموافقة والاستمتاع بينهما على أن المطلوب الأول هو النسل وهذا تابع قال الزمخشري‏:‏ ومعناه أنه كان يضع الدعاء بالبركة موضع الترفية المنهي عنها واختلف في علة النهي عن ذلك فقيل لأنه لا حمد فيه ولا ثناء ولا ذكر للّه وقيل لما فيه من الإشارة إلى بغض البنات لتخصيص البنين بالذكر وقيل غير ذلك‏.‏

- ‏(‏حم 4 ك‏)‏ في النكاح ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال الترمذي‏:‏ حسن صحيح وقال الحاكم‏:‏ صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي وقال في الأذكار بعد عزوه للأربعة‏:‏ أسانيده صحيحة‏.‏

6705 - ‏(‏كان إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه‏)‏ تفاؤلاً بإصابة المراد وحصول الإمداد ففعل ذلك سنة كما جرى عليه جمع شافعية منهم النووي في التحقيق تمسكاً بعدة أخبار هذا منها وهي وإن ضعفت أسانيدها تقوت بالاجتماع فقوله في المجموع لا يندب تبعاً لابن عبد السلام وقال‏:‏ لا يفعله إلا جاهل في حيز المنع كما مر‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في الدعوات ‏(‏ك‏)‏ كلاهما ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب وقال أعني الترمذي‏:‏ صحيح غريب لكن جزم النووي ‏[‏ص 139‏]‏ في الأذكار بضعف سنده‏.‏

6706 - ‏(‏كان إذا رفع رأسه من الركوع في صلاة الصبح في آخر ركعة قنت‏)‏ قال النووي‏:‏ فيه أن القنوت سنة في صلاة الصبح وأن المصطفى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان يداوم على القنوت لاقتضاء كان للتكرار قال النووي في شرح مسلم‏:‏ وهو الذي عليه الكثيرون والمحققون من الأصوليين ورجحه ابن دقيق العيد وقد بين في هذا الحديث محل القنوت وقد اختلف الصحب والتابعون في ذلك وما في هذا الحديث هو ما نقل عن الخلفاء الأربعة وعليه الشافعي ومذهب جمع من الصحب منهم أبو موسى والبراء أن محله قبل الرجوع وهو مذهب أبي حنيفة ومالك وذهب جمع من السلف إلى ترك القنوت رأساً وعزاه الترمذي إلى أكثر أهل العلم وتعقبوه واختلف النقل عن أحمد‏.‏

- ‏(‏محمد بن نصر‏)‏ في كتاب الصلاة ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ رمز المصنف لحسنه ورواه الحاكم في كتاب القنوت بلفظ كان إذا رفع رأسه من الركوع من صلاة الصبح في الركعة الثانية يرفع يديه ويدعو بهذا الدعاء اللّهم اهدني فيمن هديت إلخ قال الزين العراقي‏:‏ وفيه المقبري ضعيف‏.‏

6707 - ‏(‏كان إذا رفع بصره إلى السماء قال يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك‏)‏ قال الحليمي‏:‏ هذا تعليم منه لأمته أن يكونوا ملازمين لمقام الخوف مشفقين من سلب التوفيق غير آمنين من تضييع الطاعات وتتبع الشهوات‏.‏

- ‏(‏ابن السني عن أبي هريرة‏)‏ رمز المصنف لحسنه‏.‏

6708 - ‏(‏كان إذا رفعت‏)‏ بصيغة المجهول ‏(‏مائدته‏)‏ يعني الطعام ‏(‏قال الحمد للّه حمداً‏)‏ مفعول مطلق إما باعتبار ذاته أو باعتبار تضمنه معنى الفعل والفعل مقدر ‏(‏كثيراً طيباً‏)‏ خالصاً عن الرياء والسمعة والأوصاف التي لا تليق بجنابه تقدس لأنه طيب لا يقبل إلا طيباً أو خالصاً عن أن يرى الحامد أنه قضى حق نعمته ‏(‏مباركاً فيه الحمد للّه الذي كفانا‏)‏ أي دفع عنا شر المؤذيات ‏(‏وآوانا‏)‏ في كن نسكنه ‏(‏غير مكفى‏)‏ مرفوع على أنه خبر ربنا أي ربنا غير محتاج إلى الطعام فيكفى لكنه يطعم ويكفي ‏(‏ولا مكفور‏)‏ أي مجحود فضله وتعميمه ‏(‏ولا مودع‏)‏ بفتح الدال الثقيلة أي غير متروك فيعرض عنه ‏(‏ولا مستغنى عنه‏)‏ بفتح النون وبالتنوين أي غير متروك الرغبة فيما عنده فلا يدعى إلا هو ولا يطلب إلا منه وإن صحت الرواية بنصب غير فهو صفة حمداً أي حمداً غير مكفى به أي نحمد حمداً لا نكتفي به بل نعود إليه مرة بعد أخرى ولا نتركه ولا نستغني عنه و‏(‏ربنا‏)‏ على هذا منصوب على النداء وعلى الأول مرفوع على الابتداء وغير مكفي خبره وفيه أعاريب أخر وتوجيهات كثيرة‏.‏

- ‏(‏حم خ د ت ه عن أبي أمامة‏)‏ الباهلي قال خالد بن معدان‏:‏ شهدت وليمة ومعنا أبو أمامة فلما فرغنا قام فقال‏:‏ ما أريد أن أكون خطيباً ولكن سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول عند فراعه من الطعام ذلك ووهم الحاكم فاستدركه‏.‏

6709 - ‏(‏كان إذا ركع سوى ظهره‏)‏ أي جعله كالصفيحة الواحدة ‏(‏حتى لو صب عليه الماء لاستقر‏)‏ مكانه فيه دليل ‏[‏ص 140‏]‏ لما ذهب إليه الأئمة الثلاثة أن الواجب في الركوع الانحناء بحيث تنال راحتاه ركبتيه وتطمئن واكتفى أبو حنيفة بأدنى انحناء‏.‏

- ‏(‏ه عن وابصة‏)‏ بن معبد ‏(‏طب عن ابن عباس وعن أبي برزة وعن أبي مسعود‏)‏ رمز المصنف لحسنه قال مغلطاي في شرح ابن ماجه‏:‏ سنده ضعيف لضعف طلحة بن زيد راويه قال الساجي والبخاري‏:‏ منكر الحديث وأبو نعيم‏:‏ لا شيء وأبو أحمد وأبو داود والمديني‏:‏ يضع الحديث وابن حبان‏:‏ لا يحل الاحتجاج به والأزدي‏:‏ ساقط اهـ‏.‏ قال ابن حجر‏:‏ فيه طلحة بن زيد نسبه أحمد وابن المديني إلى الوضع نعم هو من طريق الطبراني جيد فقد قال الهيثمي‏:‏ رجاله موثقون ورواه أبو يعلى بسند كذلك‏.‏

6710 - ‏(‏كان إذا ركع قال‏)‏ في ركوعه ‏(‏سبحان‏)‏ علم على التسبيح أي أنزه ‏(‏ربي العظيم‏)‏ عن النقائص وإنما أضيف بتقدير تنكيره ونصب بفعل محذوف لزوماً أي سبح ‏(‏وبحمده‏)‏ أي وسبحت بحمده أي بتوفيقه لا بحولي وقوتي والواو للحال أو لعطف جملة على جملة والإضافة فيه إما للفاعل والمراد من الحمد لازمه وهو ما يوجب الحمد من التوفيق أو للمفعول ومعناه سبحت ملتبساً بحمدي لك ‏(‏ثلاثاً‏)‏ أي يكرر ذلك في ركوعه ثلاث مرات ‏(‏وإذا سجد قال‏)‏ في سجوده ‏(‏سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً‏)‏ كذلك قال جمع ومشروعية الركوع ليس من خصائص هذه الأمة لأنه تعالى أمر أهل الكتاب به مع أمة محمد بقوله ‏{‏واركعوا مع الراكعين‏}‏ وفيه ندب الذكر المذكور وذهب أحمد وداود إلى وجوبه والجمهور على خلافه لأنه عليه الصلاة والسلام لما علم الأعرابي المسيء صلاته لم يذكر له ذلك ولم يأمره قال القاضي‏:‏ قال فإن قلت لم أوجبتم القول والذكر في القيام والقعود ولم توجبوا في الركوع والسجود قلت لأنهما من الأفعال العادية فلا بد من مميز يصرفهما عن العادة ويمحضهما وأما الركوع والسجود فهما بذاتهما يخالفان العادة ويدلان على غاية الخضوع والاستكانة ولا يفتقران إلى ما يقارنهما فيجعلهما طاعة‏.‏

- ‏(‏د عن عقبة بن عامر‏)‏ الجهني رمز المصنف لحسنه قال الحاكم‏:‏ حديث حجازي صحيح الإسناد وقد اتفقا على الاحتجاج براويه غير إياس بن عامر وهو مستقيم وخرجه ابن خزيمة في صحيحه ولعل المصنف لم يطلع على تصحيح الحاكم أو لم يرتضه حيث رمز لحسنه وكأنه توقف في تصحيحه لقول أبي داود هذه الزيادة يعني قوله وبحمده أخاف أن لا تكون محفوظة لكن بين الحافظ ابن حجر ثبوتها في عدة روايات ثم قال‏:‏ وفيه رد لإنكار ابن الصلاح وغيره هذه الزيادة قال‏:‏ وأصلها في الصحيح عن عائشة بلفظ كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللّهم ربنا وبحمدك‏.‏

6711 - ‏(‏كان إذا ركع فرج أصابعه‏)‏ تفريجاً وسطاً أي نحى كل أصبع عن التي تليها قليلاً ‏(‏وإذا سجد ضم أصابعه‏)‏ منشورة إلى القبلة وفيه ندب تفريج أصابع يديه في الركوع لأنه أمكن وتفريقها في السجود ومثله الجلسات، قال القرطبي‏:‏ وحكمة ندب هذه الهيئة في السجود أنه أشبه بالتواضع وأبلغ في تمكين الجبهة والأنف من الأرض مع مغايرته لهيئة الكسلان وقال ابن المنير‏:‏ حكمته أن يظهر كل عضو بنفسه ويتمكن حتى يكون الإنسان الواحد في سجوده كأنه عدد ومقتضاه أن يستقبل كل عضو بنفسه ولا يعتمد بعض الأعضاء على بعض وهذا ضد ما ورد في الصفوف من التصاق بعضهم ببعض لأن القصد هناك إظهار الاتحاد بين المصلين حتى كأنهم واحد ذكره ابن حجر‏.‏

- ‏(‏ك هق عن واثل بن حجر‏)‏ ابن ربيعة قال الذهبي‏:‏ له صحبة ورواية قال الحاكم‏:‏ على شرط مسلم وأقره عليه الذهبي وقال الهيثمي‏:‏ سنده حسن‏.‏

‏[‏ص 141‏]‏ 6712 - ‏(‏كان إذا رمى الجمار مشى إليه‏)‏ أي الرمي ‏(‏ذاهباً وراجعاً‏)‏ فيه أنه يسن الرمي ماشياً وقيده الشافعية برمي غير النفر أما هو فيرميه راكباً لأدلة مبينة في الفروع وقال الحنفية‏:‏ كل رمي بعده رمي يرميه ماشياً مطلقاً ورحجه المحقق ابن الهمام وقال مالك وأحمد‏:‏ ماشياً في أيام التشريق‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في الحج ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب رمز المصنف لصحته‏.‏